وصية آية الله العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي رضوان الله عليه
يمكن للإنسان أن يعرف عظمة الأشخاص بعظمة توصياتهم واهتماماتهم، والميرزا التبريزي رضوان الله عليه كانت همته في حفظ الدين ومذهب أهل البيت عليهم السلام فكانت وصاياه كلها تخدم هذا الغرض وخاصة إحياء الشعائر الحسينية، ومن هنا كان اهتمامي بترجمة هذه الوصية القصيرة في ألفاظها العظيمة في معانيها، ولولا أنها كتبت حينما بلغ به المرض مأخذه لكانت استفادتنا بها أعظم. نسأل الله عز وجل أن يوفقنا للعمل بها.
الوصية:
"اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعداءهم.
والآن حيث أنني موسد في قبري أو أن جنازتي محمولة على أيديكم، أيدي تلامذتي الأعزاء الذين بذلت جهودا مضنية من أجل توفيقهم ولسنوات طويلة لم أعرف فيها معنى للتعطيل ، فإن لدي نصيحة متواضعة، وأنا الذي سعيت طوال عمري أن لا أقدم نصيحة إلى أحد قبل أن أعمل بها:
يجب على جميع المؤمنين أن يدافعوا عن مسلمات المذهب الحق بأرواحهم وأنفسهم، وأن لايسمحوا بتاتا للبعض بتضليل وخداع عوام المؤمنين بإلقاء الشبهات عليهم، خصوصا في مسألة الشعائر الحسينية التي كان التشيع محفوظا بها.
إن حفظ شعائر أهل البيت عليهم السلام لهو حفظ لمذهب الحق مذهب التشيع، فلا تقصروا في ذلك لأنكم مسؤولون عنه.
إنني أوجه نصيحتي لتلامذتي الأعزاء أن يستعينوا بالتقوى الإلهية مع المثابرة والسعي، وأن يجدوا في أمر طلب العلم، وأن يضعوا رضا الله سبحانه وتعالى نصب أعينهم.
لم أكن طوال فترة عمري سوى طالب علم، وكنت – مثل أي طالب شاب - أقضي ليلي ونهاري في تحصيل العلم كي أتمكن من تقديم خدمة صغيرة وأبقي أثرا وكتابا من بعدي يستفيد منه الطلاب الأعزاء.
أيها الطلبة الأعزاء إن دفة هداية الناس بأيديكم فلا تقدموا على عمل يؤذي قلب صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) فهو ناظر على أعمالنا بإذن الله تعالى، وإنني ومن هذا المكان أطلب من ساحته المباركة أن يعفو عني إن صدر مني أي تقصير.
أيها الأعزاء إنني محتاج إلى دعائكم، وسواء كنت بينكم أو لم أكن فإنني لم أعقد قلبي على الدنيا لكي أتلكأ وأتردد في أداء وظيفتي، وحينما كنت بينكم كنت أعد نفسي خادما صغيرا، وأرجو من الله سبحانه أن تكون هذه الخدمة البسيطة موضع عناية ورضا أهل البيت عليهم السلام، فإن رضاهم رضا الله سبحانه وتعالى.
وأخيرا فإنني أؤكد على أمر حفظ الشعائر ، وحيث أنني راحل عنكم أيها الأعزاء فإنني محتاج إلى دعائكم وأستودعكم الله ربي العظيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."