السامري .. العجل .. الصوت ..!!؟؟

اللهم صل على محمد وآل محمد

بعد أن أتم الله (سبحانه وتعالى) الحجة على بني إسرائيل بواسطة النبي موسى على نبينا وعليه السلام ، وبعد أن تمت لهم الهداية ، جاء عمل السامري في قضية العجل والصوت الذي صدر منه لامتحان القوم ، والذي نعرفه أن المعجزة ينبغي أن تصدر من الصالح الصادق ، كما صدرت عن موسى (ع)في قضية العصا ، فكيف صدرت المعجزة عن السامري في قضية العجل حيث أتى بما عجز عنه الآخرون ؟ ثم أليس من الصعوبة على بني إسرائيل أن يميزوا بين صدق السامري وكذبه ؟أخيرا لماذا جعل الله تأثيرا في التراب الذي تحت رجل حصان جبرائيل (ع)، خصوصا وأن ذلك كان موجبا لصرف الناس عن التوحيد ، ثم كيف أطلع السامري على التأثير الموجود في التراب وكيف حصل عليه ؟

الجواب : إن عمل السامري لم يكن من الأفعال الخارقة للعادة ، بل كان من الأفعال الفنية الخاضعة للمهارة ، فهو أخذ شيئا من الذهب وأشياء أخرى وصنعها على شاكلة العجل ، ثم جعل الجسم بكيفية ، من خلال توزيع الفتحات والتحكم بها ، بحيث يؤدي دخول وخروج الهواء إلى خروج أصداء من الجسم شبيهة
لصوت البقرة .

وهذا الأمر لا يعد من الأمور المحالة على البشر ، بل نجد نضائر ذلك بكثرة خصوصا في أمثلة الساعات الشائعة اليوم ، والتي تدق أجراسها على صورة أصوات العصافير أو الديكة وغير ذلك.

بينما الذي قام به موسى (ع) بعصاه لم تكن فيه مدخلية للصناعة والعلم بل كان أمرا خارجا عن عهدة كافة البشر .

أما ماجاء في السؤال من صعوبة تمييز بني إسرائيل بين صدق وكذب السامري ، فهو مردود ومخالف للواقع ، إذ يكفي للكشف عن بطلان عمله وما قام به،ما ادعاه من مقام الألوهية لجسد مصنوع لا يميز ولا يملك لهم نفعا ولا ضرا .

أما تمثل الأمين جبرائيل (ع) بصورة بشر وهو يركب على فرس في يوم إغراق فرعون ، وامتلاك التراب الذي تحت حافر الفرس لقابلية الحياة ، فهومن الأمور الممكنة ، وهو مما كان قد أخبر عنه موسى (ع) من قبل ، وفي يوم غرق فرعون رأى السامري التراب يتحرك من تحت أقدام فرس الأمين جبرائيل ، فما كان منه إلا أن أخذ قبضة من أثر ذلك التراب واحتفظ به في كيس ، وكان يفتخر على سائر بني إسرائيل ، وعندما صنع لهم العجل أخذ يرمي فيه من ذلك التراب ، فكان يصدر عنه صوت مشابه لصوت البقر .

إن رؤية السامري لجبرائيل (ع)، وهو على صورة بشر ، ورؤية التراب وهو يتحرك من تحت أقدام فرس الأمين (ع) نابضا بالحياة ، وأخذه لقبضته من أثر ذلك التراب ، ثم فشل السامري في منح الحياة للعجل من أثر ذك التراب حيث منع الله (سبحانه وتعالى) ذلك التراب من أن يعطي آثاره في الحياة ، كل ذلك يعتبر خذلانا منه (سبحانه وتعالى) لبني إسرائيل جزاء ما كانوا يستحقونه ، حيث طلبوا من موسى (ع) أن يكون لهم إله صنم كما لعبدة الأصنام !

لقد امتحن الله (سبحانه وتعالى) بني إسرائيل حيث أراهم الآيات العظيمة على يد الكليم موسى (ع) فأغرق فرعون وأنجاهم منه ، ولكنهم مع ذلك اتبعوا رجلا مخادعا كاذبا كالسامري .

أجوبة الشبهات ... السيد عبد الحسين دستغيب

احسنت ياسيد بارك الله فيك
موضوع جميل الله يعطيك العافيه

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم

جزيل الشكر لك أخي على المرور

خالص الدعاء لك