يزيد (عليه اللعنة ) لم تكن فضائحه وقبائحه منحصرة في قتل الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام ) وسبي نسائه ونهب أمواله وحرق خيامه ... إلى آخره بل إنكاره ضروريات الدين ، ومخالفته القرآن الكريم ، وتظاهره بالفسق والمعاصي ، كل واحد منها دليل على كفره وإلحاده .
دلائل كفر يزيد (عليه لعنة الله )
من الدلائل الواضحة على كفر يزيد (عليه لعنة الله ) مخالفته لحكم الله (سبحانه وتعالى) في حرمة شرب الخمر ، فإنه كان يشرب ويتفاخر بذلك في أشعاره ، فقد قال وثبت في ديوانه المطبوع :
شميسة كرم برجها قعر دنها **************************************** فمشرقها الساقي ومغربها فمي
فإن حرمت يوما على دين أحمد ******************************** فخذها على دين المسيح بن مريم
وقال أيضا كما في ديوانه :
أقول لصحب ضمت الكأس شملهم **************************************** وداعي صبابات الهوى يترنم
خذوا بنصيب من نعيم ولذة ************************************************ فكل وإن طال المدى يتصرم
فهو في هذه الأبيات يدعو إلى شرب الخمر وإلى لذة الدنيا ونعيمها بالخمر وينكر الآخرة، ومن شعره في إنكار الآخرة والمعاد ، ما نقله أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه ( الرد على المتعصب العنيد ، المانع عن لعن يزيد –لعنه الله- وهو :
علية هاتي ناولي وترنمي **************************************** حديثك إني لا أحب التناجيا
فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا ******************************** أحاديث زور تترك القلب ساهيا
ومن الدلائل الواضحة على كفره وارتداده أشعاره الإلحادية وكفرياته التي أنشدها بعد مقتل السبط الشهيد سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي (عليه السلام )
فقد ذكر سبط ابن الجوزي في كتابه – التذكرة : ص 148 – قال : لما جاؤا بأهل البيت إلى الشام سبايا ، كان يزيد (عليه اللعنة) جالسا في قصره ، مشرفا على محلة جيرون ، فأنشد قائلا :
لما بدت تلك الرؤوس وأشرقت ******************************** تلك الشموس على ربى جيروني
نعب الغراب فقلت : نح أو لا تنح ******************************** فلقد قضيت من النبي ديوني
وقد كتب بعض علماء أهل السنة مثل : أبي الفرج ابن الجوزي ، والشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي في كتاب الانحراف بحب الأشراف ص 18 ، والخطيب الخوارزمي في الجزء الثاني من كتابه ( مقتل الحسين) .
صرحوا : أن يزيد ( لعنه الله ) كان يضرب ثنايا أبي عبد الله الحسين بمقصرته ويترنم بهذه الأبيات التي نقلناها .
جواز لعنه ( عليه لعنة الله )
إن أكثر علماء أهل السنة قالوا بكفره ، منهم : الإمام أحمد بن حنبل ، وكثيرمنهم جوزوا لعنه ، منهم : ابن الجوزي الذي صنف كتابا في الموضوع وسماه ( الرد على المتعصب العنيد المانع عن لعن يزيد لعنه الله ) ولنعم ماقال أبو العلاء المعري :
أرى الأيام تفعل كل نكر ******************************** فما أنا في العجائب مستزيد
أليس قريشكم قتلت حسينا **************************************** وكان على خلافتكم يزيد!!
وقد نقل الديرمي في كتابه – حياة الحيوان- والمسعودي في – مروج الذهب – وغيرهما ، ذكروا : إن يزيد كان يملك قرودا كثيرة وكان يحبها فيلبسها الحرير والذهب ويركبها الخيل ، وكذلك كانت له كلاب كثيرة يقلدها بقلائد من ذهب ، وكان يغسلها بيده ويسقيها الماء بأواني من ذهب ثم يشرب سؤرها ، وكان مدمنا على الخمر !!
وقال المسعودي في مروج الذهب ج2 : إن سيرة يزيد مثل سيرة فرعون ، بل كان فرعون أقل ظلما من يزيد في الرعية ، وإن حكومة يزيد صارت عارا كبيرا على الإسلام ، لأنه ارتكب أعمالا شنيعة كشرب الخمر في العلن ، وقتل سبط رسوا الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وسيد شباب أهل الجنة ، ولعن وصي خاتم النبيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وقذف الكعبة بالحجارة وهدمها وحرقها ، وإباحته مدينة رسول الله في وقعة الحرة ، وارتكب من الجنايات والمنكرات والفسق والفجور مالا يعد ولا يحصى وكل ذلك ينبئ عن أنه غير مغفور له .
أما وقعة الحرة فحدث ولا حرج
ذكر المؤرخون ومنهم : سبط ابن الجوزي في التذكرة : 63 ، قال : إن جماعة من أهل المدينة في سنة 62 هجرية دخلوا الشام وشاهدوا جرائم يزيد وأعماله القبيحة وعرفوا كفره وإلحاده ، فرجعوا إلى المدينة المنورة وأخبروا أهلها بكل ما رأوا ، وشهدوا على كفر يزيد وارتداده ، فتكلم عبد الله بن حنظلة – غسيل الملائكة – وكان معهم ، فقال :
أيها الناس !! لقد قدمنا من الشام من عند يزيد ، وهو رجل لا دين له ، ينكح الأمهات والبنات والأخوات !! ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ، ويقتل أولاد النبيين !!
فنقض الناس بيعتهم ولعنوا يزيد وأخرجوا عامله من المدينة ، وهو : عثمان بن محمد بن أبي سفيان .
فلما وصل الخبر إلى يزيد في الشام بعث مسلم بن عقبة على رأس جيش كبير من أهل الشام ، وأمرهم أن يدخلوا المدينة ويقتلوا فيها من شاؤوا ويفعلوا كل ما أرادوا ثلاثة أيام.
ذكر ابن الجوزي والمسعودي وغيرهما : إنهم لما هجموا على مدينة الرسول قتلوا كل من وجدوه فيها حتى سالت الدماء في الأزقة والطرق ، وخاض الناس في الدماء حتى وصلت الدماء قبر الرسول الأكرم واتلأت الروضة الشريفة والمسجد بالدم ، وسميت تلك الوقعة بالحرة ، وكان ضحيتها عشرة آلاف من عامة المسلمين وسبعمائة قتيل من وجوه أهل المدينة وأشراف المهاجرين والأنصار !!
وأما الأعراض التي هتكت والنواميس التي سلبت ، فإني أخجل أن أذكرها ، فقد ارتكبوا فضائح وقبائح يندى منها جبين الإنسانية ، ولكي تعرفوا شيئا قليلا من تلك الفجائع والشنائع ، أنقل لكم جملة واحدة من تذكرة سبط ابن الجوزي : ص 163 ، فإنه روى عن أبي الحسن المدائني أنه قال : ولدت ألف امرأة بعد وقعة الحرة من غير زوج!!
وبعد هذا كله هناك من جعل من هذه الشخصية علما من الأعلام في حين أنها مزبلة من مزابل التاريخ ، يخجل الإنسان السوي من ذكرها ...
فعلى يزيد لعنة الله وعلى من اتبعه وحشرهم الله تعالى في نار جهنم وبئس المصير.
نسألكم الدعاء